أخبار الحمقى
والمغفلين
ابن الجـوزي
شيخ
يتعاطى النحو
كان
في سجستان شيخ يتعاطى
النحو، وكان له ابن فقال
لابنه: إذا أردت أن تتكلم
بشيء فاعرضه على عقلك،
وفكر فيه بجهدك، حتى تقومه
ثم أخرج الكلمة مقومة
فبينما
هما جالسان في بعض الأيام
في الشتاء والنار تتقد
وقعت شرارة في جبة خز كانت
على الأب وهو غافل والإبن
يراه، فسكت ساعة يفكر
ثم قال: يا أبت أريد أن أقول
شيئاً فتأذن لي فيه ؟
قال
أبوه: إن حقاً فتكلم
قال:
أراه حقاً، فقال: قل، قال:
إني أرى شيئاً أحمر
فقال
الأب: وما هو ؟
قال:
شرارة وقعت في جبتك، فنظر
الأب إلى جبته وقد احترق
منها قطعة
فقال
للابن: لِمَ لَمْ تعلمني
سريعاً ؟
قال:
فكرت فيه كما أمرتني،
ثم قومت الكلام وتكلمت
فيه فحلف أبوه بالطلاق
أن لا يتكلم بالنحو أبداً
غفلة الإبن والأب
عن
يحيى بن أكثم قال: قدَّم
رجل ابنه إلى بعض القضاة
ليحجر عليه
فقال
القاضي فِيمَ ؟
قال
للقاضي: أصلحك الله ، إن
كان يحسن آيتين من كتاب
الله فلا تحجر عليه
فقال
له القاضي: اقرأ يا فتى،
فقال الفتى
أضاعونِي
وأيّ فتىً أضاعوا |
ليوم
كريهـةٍ وسـداد ثغـر |
|
فقال
أبوه: أصلحك الله إنه قرأ
آية أخرى فلا تحجر عليه،
فحجر القاضي عليهما
قاضٍ
يحكم بالقرعة
حكى
أبو الخير الخياط عن بعض
أصحابه قال: دخلت ( تاهرت
) فإذا فيها قاضٍ من أهلها،
وقد أتى رجل جنى جناية
ليس لها في كتاب الله حد
منصوص ولا في السنة
فأحضر
الفقهاء فقال: إن هذا الرجل
جنى جناية وليس لها في
كتاب الله حكم معروف فما
ترون؟
فقالوا
بأجمعهم: الأمر لك
قال
: فإني رأيت أن أضرب المصحف
بعضه ببعض ثلاث مرات،
ثم أفتحه فما خرج من شيء
عملت به
فقالوا
له: وفقت، ففعل بالمصحف
ما ذكره
ثم
فتح المصحف فخرج قوله
تعالى: "سنسمه على الخرطوم"
فقطع أنف الرجل وخلى سبيله