Migliore A

INFO-34
INFORMATION | INFO-1 | INFO-2 | INFO-3 | INFO-4 | INFO-5 | INFO-6 | INFO-7 | INFO-8 | INFO-9 | INFO-10 | INFO-11 | INFO-12 | INFO-13 | INFO-14 | INFO-15 | INFO-16 | INFO-17 | INFO-18 | INFO-19 | INFO-20 | INFO-21 | INFO-22 | INFO-23 | IINFO-24 | INFO-25 | INFO-26 | INFO-27 | INFO-28 | INFO-29 | INFO-30 | INFO-31 | INFO-32 | INFO-33 | INFO-34 | INFO-35 | INFO-36 | INFO-37 | INFO-38 | Home

 الآخره

 

 

 

القبر

 

قال تعالى : (إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطوا ايديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ...) الانعام /93

 

.يعذب في القبر الكافر و المنافق و المؤمن .. و اما نعيم القبر للمومن فقط .
.يعذب المؤمن في قبره على جهلة بالله  و إضاعه أمره و إرتكاب معاصيه ، و القبر إما رو ضة  من رياض الجنه ، او حفرة من حفر النيران .

و قد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم بعض المعاصي التي يعذب بها الميت في قبره  و منها :

 1.عدم التنزه من البول ، فيكون على نجاسة بعد قضاء حاجته
 2. النميمة ( يفسد بين اثنين بالكذب ) .
 3.الغلول (ما أخذ من الغنيمة من غير وجه حق )
4. الكذب ( يشرشر شدقه حتى يبلغ قفاه )
5. هجر القرآن ( يضرب رأسه بالحجارة )
6.الزنا ( يعذب بالتنور و يتوقد من تحته النار ).
7.الربا (يسبح بنهر الدم و يلقم بالحجارة ).
8.الديَّن (يحبس بدينه عن الجنه ) .

 المنجيات من عذاب القبر :
الصلاة و الصيام و الزكاة و فعل الخيرات من الصدق و الصله و المعروف و الاحسان الى الناس )
الاستعاذة بالله  من عذاب القبر

المعصومون من عذاب  القبر :
الشهيد (يجار من عذاب القبر )
المرابط (و يأمن الفتنه ان مات مرابطا في سبيل الله )
الذي يموت يوم الجمعه
. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يموت يوم الجمعه إلا وقاه فتنه القبر ) رواه احمد و الترمذي .
الذي يموت بداء البطن .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( .. من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره ..) أخرجه النسائي و الترمذي و حسنه .

   الحشر

 

الحشر :  هو  جمع الخلائق يوم القيامه لحسابهم و القضاء بينهم . 

  أرض المحشر :
قال تعالى :
( يوم تبدل الارضُ و السماوات و برزوا لله الواحد القهار) ابرهايم/48 و أخبرنا الرسول عليه السلام عن شكل الارض فقال :"يحشر الناس يوم القيامه على ارض بيضاء عفراء (خالصة البياض ) كقرصة التقي (الدقييق النقي ) ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد (اي علامه كجبل أو صخرة ..." رواه البخاري .

  حال الناس في هذا اليوم  :
قال تعالى :
( يا أيها الناس إتقوا ربكم إن زلزلة الساعه شيء عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعه عما أرضعت و تضع كلَ ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى ..) الحج /1-2، و قال تعالى :( قلوب يومئذ واجفه ، ابصارها خاشعه ) النازعات /8-9
قال تعالى :( فإذا جاءت الصاخة ، يوم يفر المرء من أخيه ، و أمه و أبيه ، و صاحبته و بنيه ، لكا امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ..) عبس /33-37

  مدة اليوم و طولة :
(تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم مقداره خمسين ألف  سنه ..)
المعارج /4 ، و لطول هذا اليوم يظن الناس أنهم لبثوا في الدنيا ساعه (و يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعه من النهار ) يونس /45  ( و يوم تقوم الساعه يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعه ) الروم /55.

  وصف الله لهذا اليوم  : 
(ان هؤلاء يحبون العاجلة و يذرون وراءهم يوما ثقيلا )
الدهر او ( الانسان) /27
(فإذا نفخ فيالصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون ) المؤمنون /101

(ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ، ليوم عظيم، يوم يقوم يقوم الناس لرب العالمين )
المطففين /4-6

  بعض معالم القيامة :
 قبض الارض و طي السماء
( و ما قدروا الله حق قدره و الارض جميعا قبضته يوم القيامه و السماوات مطويات بيمينه سبحانه و  تعالى عما يشركون ) الزمر/67 . قال رسول الله :( يطوي الله السماوات يوم القيامه ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : انا الملك ، اين الجبارون ؟ اين المتكبرون ؟ ...) مشكاة المصابيح3/53
دك الارض
(فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، و حملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة ..) الحاقة 13-14

نسف الجبال : ( و يسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ، فيذرها قاعا صفصفاً ، لا ترى فيها عوجا و لا أمتا ) طه /105-107
تفجير البحار
( و إذا البحار فجرت ) الانفطار /3

انشقاق السماء ( يوم تمور السماء مورا ) الطور/9 . (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ) الرحمن/37.
تكوير الشمس (إذا الشمس كورت ) التكوير /1 أي تجمعت و ذهب ضوؤها .
تساقط الكواكب (
و إذا الكواكب انتثرت ..) الانفطار /2

خسوف القمر (فإذا برق البصر ، و خسف القمر ) القيامه /7-8

   دنو الشمس :
تدنو الشمس في ذلك اليوم الى رؤوس الخلائق بمقدار ميل ، قال رسول  الله صلى الله عليه و سلم ، (فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه و منهم من يكون الى حقوية ، و منهم من يلجمه العرق إلجاما ) و إشار النبي بيده الى فيه ) رواة مسلم و لولا أنهم مخلوقون خلقا غير قابل للفناء لا نصهروا و ذابوا .

  التخاصم :
يتخاصم في هذا اليوم الضعفاء و المتكبرون ، و يتخاصم الكافر مع قرينه و شيطانه و أعضائه ، و يلعن بعضهم بعضا ، و يعض الظالم  على يدية و يقول يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا و صديقا ، و يتمنى لو اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك اليوم و كان من امته و اصحابه و محبيه .

  خُطبة إبليس :
في هذا اليوم يخطب إبليس قائلا : ( و قال الشيطان لما قضي الامر إن الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فأخلفتكم و ما كان لي عليكم من سلطان إلا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم و ما انتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) ابراهيم /22

  حال الكافر :

قال تعالى :( يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه *و صاحبته و أخيه * و فصيلته التي تؤويه* و من في الأرض جميعا ثم ينجيه *...) المعارج 11-14 و ذلك  عندما  تسحب جهنم بسبعين ألف زمام (اي حبل ) سبعين ألف ملك ، فيراها الكافر و يود لو أنه يفتدي نفسه  من هذا العذاب الأليم . فيكون حال الكفار في ذله و حسرة ( يقول الكافرون هذا يوم  عَسِر ) القمر /8 (و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا * النبأ /40

  حال عصاة المؤمنين :
ورد في النصوص بعض الذنوب التي يعذب المؤمن بها في هذا اليوم  و هي
 

الذين لا يؤدون زكاتهم : يُمثل له ماله ثعبانا له نقطتان سوداوان في عينيه فيطوق عنقه ، و يُجعل  ماله صفائح من نار ثم يعذب به .
المتكبرون : قال عليه السلام :( يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل ) يوم القيامه ، في صور يغشاهم الذل في كل مكان ) مشكاه المصابيح 2/635
ذنوب لا يكلم الله اصحابها و لا يزكيهم :>اللذين يكتمون ما أنزل الله /الذين يحلفون بإيمان كاذبه لكسب دنيوي /المنان /رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى و إن لم يعطه لم يَفي / رجل منع ابن السبيل فضل الماء /الشيخ الزاني /الملك الكاذب  / الفقير المتكبر / العاق لوالديه  / المرأة المتشبه بالرجال / الديوث ( و هو الذي يرى السوء بأهله  و يسكت  عنه  ) / من  أتى امرأته في دبرها  / من جر ثوبه خيلاء )
الاثرياء المنعمون إلا من نفق ماله بيمينه و شماله و بين يديه و ورائه .
الغادر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إذا جمع الله الاولين و الاخرين يوم القايمه يرفع لكا غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان ابن فلان ) رواه مسلم .
الغلول و هو ما يؤخذ من الغنيمه خِفيه ، و  غاصب الأرض ، و ذو الوجهين المتلون ، قال عليه السلام : تجدون شر  الناس يوم القيامه ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجهه و هؤلاء بوجهه ) مشكاة المصابيح 2/578
الحاكم الذي يحتجب عن رعيته ، و الذي يسأل وعنده ما يغنيه ، و الذي يبصق تجاه القبلة ، و الكاذب بحِلْمِهِ .

  حال الاتقياء  :
اما  الاتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم و لا يخيفهم و يمر عليهم كصلاة ظهر او عصر .
قال تعالى
( إن الذين سبقت لهم  منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ، لا يسمعون حسيسها و هم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ، لا يحزنهم الفزع الاكبر و  تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) الانبياء /101/103   ( و الفزع الاكبر ) هو يوم البعث من القبور و الحشر حيث يناديهم المنادي عند قيامهم ( ألا إن أولياء الله لا  خوف عليهم و لا  هم يحزنون ) يونس /62
أثناء عذاب الناس و دُنوّ الشمس على رؤوس الخلائق بمقدار ميل  تستظل سبعه أصناف تحت ظل العرش و  هم  : إمام عادل ، و شاب نشأ في عبادة ربه ، و رجل معلق قلبه في المساجد ، و المنفق بالسر ، و  من يَحُولٌ خوف الله بينه و بين الوقوع في فتنه النساء ، و المتحابون بجلال الله ، و الذاكر الله في خلوته فتدمع عيناه ، و يضاف عليهم انظار المعسر ..

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  ( من نفس عن  مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله  عنه كربه  من كرب يوم القيامة ...) مشكلة المصابيح 1/71

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( كان رجل يداين للناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا تجاوز عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا ، قال : فلقي الله فتجاوز عنه ) مشكاة المصابيح 2/108

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(إن المقسطين عند الله على منابر من نور ، عن يمين الرحمن عزوجل ، و كلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم و اهليهم و ما ولوا ) رواه مسلم 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( للشهيد عند الله ست خصال ... و يأمن  من الفزع الاكبر  ..) مشكاه المصابيح 2/358

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(.. و من مات مرابطا في سبيل الله أمن  من الفزع الاكبر ..) صحيح الجامع الصغير 3/171

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( من  كظم غيظا و  هو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامه ختى يخيرة في اي حور العين شاء) مشكاة المصابيح 2/731

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(من أعتق رقبة مسلم فهو فداؤه من النار  ) رواه احمد

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( المؤذنون أطول الناس اعناقا يوم القيامه ) رواه مسلم 

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامه ) صحيح الجامع الصغير 5/304

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم( ان  من  امتي  يدعون يوم القيامه غرا محجلين من آثار الوضوء ) رواه البخاري

  الكافر :
 اما الكافر فلا تنفعه أعماله و إن  كان فيها خير  من  صدقة و صله  رحم و إنفاق في الخيرات ، فقد وصف الله أعمالهم
( و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماءَ حتى إذا جاءه لم يجده شيئا و وجد الله عنده فوفاه حسابه و الله سريع الحساب  ) النور /39 ، فهذه الاعمال يظن الكافر أنها تغني  عنه شيئا يوم الدين و لكنها لا وزن  لها و لا قيمة لأنها  قامت على  غير أساس ( و  من يتبع غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و  هو في الاخرة من الخاسرين )  آل عمران /85

 

 الشفاعه

 

الشفاعه و هي التوسط للغير بجلب منفعه أو دفع مضرة .

انواع الشفاعه : 

 خاصة بالنبي و هي الشفاعه العظمى في أهل الموقف يوم المحشر ،  حتى يرفع الله العذاب  عن الناس و يحاسبهم .

عامه : و هي فيمن دخل على المؤمنين إلى النار ليخرجوا منها و هي للنبي و غيره  من الانبياء و الملائكه و المؤمنين و يشترط لهذه شرطين [ إذن الله في الشفاعه ] ( من ذا الذي يشفع  عنده إلا بإذنه ) البقرة/ 255 ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) الانبياء /28

  الشفاعه العظمى  : 

و في رواية قتادة عن أنس قال :  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يجمع الناس  يوم القيامه ، فيهتمون لذلك - و في رواية فَيُهَمّونَ لذلك -فيقولون : لو استشفعنا الى ربنا ، حتى يريحنا من  مكاننا هذا ؟؟ قال : فيأتون آدم ، فيقولون : انت آدم أبو الخلق ، خلقك الله بيده و نفخ فيك  من روحة ، و أمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا  عند ربك حتى يريحنا  من مكاننا هذا  ، فيقول : لست هناكم (اي بغيتكم ) ، فيذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربه منها ، و لكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله إلى أهل الارض  ، قال : فيأتون نوحا ، فيقول : لست هناكم (اي بغيتكم ) ، فيذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربه منها ، و لكن  ائتوا موسى الذي كلمه الله و أعطاه التوراة ، قال : فيأتون موسى ، فيقول :  لست هناكم (اي بغيتكم ) ، فيذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربه منها ، و لكن ائتو  عيسى روح الله و كلمته ،فيأتون عيسى روح الله و كلمته ، فيقول : لست هناكم (اي بغيتكم ) ،و لكن ائتوا محمدا ، عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، قال :  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . فيأتوني ، فأستأذن على   ربي ، فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله ، فيقال : يا محمد ، ارفع قُلْ يسمع ، سل تعطه ، اشفع تُشفع ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميده يعلمنيه ربي ، ثم أشفع فيحد لي حدا ، فأخرجهم من النار ، و ادخلهم الجنه ،) أخرجه البخاري و مسلم 

و في  حديث ابن عباس من روايه عبد الله بن  حارث عنه  عن  احمد .. فيقول عز وجل : يا محمد ما تريد أن أصنع في أمتك ؟ فأقول : يا رب  عجل حسابهم ...) 

الحساب  

 

الحساب و  هو اطلاع الله عبادة على اعمالهم (إن علينا إيابهم ثم علينا حسابهم ) الغاشية /25 و يكون بعد الشفاعه

و المراد بالحساب أن الله تعالي يوقف  عباده بين يديه و يعرّفهم بأعمالهم التي عملوها و أقوالهم التي قالوها و ما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان و كفر و اسستقامة و انحراف .

الامم تجثوا على الرُّكب عندما يدعى الناس للحساب ( و ترى كلَّجاثية كلُّ أمه تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما  كنتم تعملون ) الجاثية /27

قال تعالى :( هل  ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضى الأمر و إلى الله ترجع الامور ) البقرة /210 و هو مجئ الله تعالى و مجئ الملائكة ، و فهو  موقف جليل . 

و يؤتى بالعباد الذين  عقد الحق محكمته لمحاسبتهم و يقومون صفوفا للعرض على رب العالمين ..  (و عرضوا على ربك صفا ) الكهف /48

الكفار يحاسبون لتوبيخهم و إقامه  الحجة عليهم ( و يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين  كنتم  تزعمون ) القصص 62 ، و الكفار يتفاوتون بالعذاب كل على حسب عمله ، فالنار درجات بعضها تحت بعض ، و كلما كان المرء أشد كفرا  كلما  كان  اشد عذابا  . 

 يقيم الله تعالى  على الكافرين  الشهود ( و لا  تعملون من عملٍ إلا  كنا عليكم شهوجا إذ تفيضون فيه ) يونس /61 فأعظم الشهداء عليهم هو ربهم و  خاقهم كما أنه يُشْهِدُ الناس عليهم و  كذلك الأرض و الأيام و الليالي و المال و الملائكة و أعضاء الانسان كل ذلك  من الشهود . 

 يسأل الله العبادعما  عملوه  في  دنياهم ( فوربك لتسئلن أجمعين *عما كانوا يعملون  ) الحجر /92-93 و يسأل العبد عن أربع  :  عمره و شبابه ماله و عمله ، و يسأل  عن النعيم  الذي  تمتع به ( ثم لتسئلن يومئذ  عن النعيم ) التكاثر /8  و يسأل  عن العهود و السمع  و البصر و الفؤاد  .

 و المؤمن يخلو إلى الله فيقرره بذنوبه حتى إذا رأى أنه هلك قال الله له  : سترتها عليك في الدنيا  و أنا اغفرها لك اليوم  ، و اما الكافر  و المنافق فينادى بهم على رؤوس الخلائق و يحاسبون أمام الناس  .

و الحساب عام لكل الناس الا  من  استثناهم النبي و  هم  سبعون ألفا منهم  عكاشه بن م حصن -رضي الله عنه - و من صفاتهم الذين لا يسترقون و لا  يكتوون و لا  يتطيرون و على ربهم يتوكلون . 

أول  امه  تحاسب أمه محمد عليه السلام فنحن آخر الامم و أول  من نحاسب  .

  و أول  ما  يحاسب عليه العبد  من  حقوق الله الصلاة ، و أول  ما  يقضى بين الناس في الدماء  .

 تطاير الصحف

 

في  ختام  مشهد الحساب  يعطى  كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي عملها في الحياة الدنيا .

  و الكتاب هو : الصحيفة التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبها الملائكة على العامل ( فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * و ينقلب الى أهله مسروراً* و اما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعو ثبوراَ و يصلى سعيرا ) الانشقاق /7-12

  طريقة استلام الكتب :
1. المؤمن : يستلم  كتابه بيمينه من أمامه و إذا اطلع عليه سُرَّ و استبشر . قال تعالى واصفا حال المؤمن :
( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤم اقرؤا كتابيه * اني ظننت اني مُلقِ حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عاليه * قطوفها دانية كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخاليه *) الحاقة /19-24

2. الكافر و المنافق : يستلمون كتبهم بشمالهم و  من وراء ظهورهم ثم يدعون بالويل  و الثبور . قال تعالى واصفا حالهم : ( و أما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * و لم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه ) الحاقة /25-31

  الموقف رهيب :
و عن  عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي هل تذكروا أهليكم ؟ قال : أما في ثلاث  مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدا :

 عند المزان حتى يعلم أيخف ميزانه او يثقل .

 عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه  في يمينه أم في شماله او وراء ظهره

  و عند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز ) رواه داود و الحاكم و قال صحيح على شرطهما

 عندما يعطى العباد كتبهم يقال لهم  (  هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية /29.

 

النار

 

و يدخل الكافرون النار و اما المؤمنون و فيهم المنافقون فيتوجهون على الصراط

 

أبوابها : لها سبعة ابواب و عن نارها في الدنيا جزء من سبعين جزءا من حر جهنم

 

صفات اهل النار : ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع , و ضرسه مثل جبل احد , و غلض جلده مسيرة ثلاث .

 

شرابهم و طعامهم : الماء الحار شرابهم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص غلى جوفه و يمرق من قدميه ثم يعاد كما كان و لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على اهل الأرض معايشهم و طعامهم الغسلين و هو ما سال من جلود اهل النار من القيح و الصديد و ما يسيل من لحم الكافر .

 

أهون المعذبين : أهون أهل النار عذابا من توضع في اخمص قدميه جمرتان يغلى منها دماغه

 

قعرها : لو أن حجرا ألقى في جهنم يهوى بها سبعين سنة لا يصل إلى قعرها

 

وقود النار : الناس و هم الكفار و المشركين و الحجارة هم وقود النار و قال ابن سعدون هي حجاره من كبريت .

 

شدة حرها : فهواؤها السموم و هو الريح الحارة و ظلمها اليحموم و هو قطع الدخان و ماؤها الحميم و غنها تأكل كل شيء لا تبقي و لا تذر تحرق الجلود و تصل إلى العضام و تطلع على الافئدة .

 

كلامها : إذا رأوها من بعيد يسمعون لها تغيظا و زفيرا و تنادي ثلاث أصناف ك الجبار العنيد , و كل من دعى مع الله إلاها آخر , و المصورين .

 

كثرة أهلها : من يدخل النار أكثر ممن يدخل الجنة ( و ما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) يوسف /103

 

لباسهم : تفصل لهم ملابس من نار.

 

  أنواع العذاب : إنضاج الجلود , و الصهر و هو صب الحميم على رؤوسهم , و اللفح فيكبون على وجوههم و السحب سحب الكفار على وجوههم و تسويد الوجوه و إحاطة النار بهم و اطلاعها على الافئدة و إندلاق الأمعاء فيها , و يقيدون بسلاسل و الأغلال و المطارق و قرن معبوداتهم و شياطينهم معهم

 

 

القنطرة

  

روى بخاري عن ابي مسعود الخدري – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنه و النار , فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا نقوا أذن لهم في دخول الجنة فو الذي نفس محمد بيده لاحدهم اهدي بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) فيحبس أهل الجنة بعدما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض طلاماتهم في الدنيا و يدخلون الجنة وليس غي قلوب بعضهم على بعض غل , قال تعالى ك ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) الحجر / 47

 

عن ابي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم قال ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها , فإنه ليس ثم دينار و لا درهم , من قبل ان يؤخذ لأخيه من حسناته , فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه ) رواه بخاري

أخرج الحاكم و أحمد من الحديث جابر بن عبدالله بن انس رفعه ( لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة و لأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى اقصه منه , حتى لطمة , قلنا يا رسول الله كيف و إنما نحشر حفاه عراة ؟ قال بالسيئات و الحسنات ) فتح الباري ج1/397

  

الجنة

بناؤها : لبنة من فضة ولبنة من ذهب و ملاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران و من صلى في اليوم اثنى عشر ركعة بني له بيت بالجنة

أبوابها : فيها ثمانية ابواب و فيها باب أسمه الريان و لا يدخله إلا الصائمون و عرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاث أيام و يأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه

درجاتها : فيها مائة درجة ما بين  كل درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس اعلاها و منها تفجر أنهار الجنة  و من فوقها عرش الرحمن

أنهارها : فيها نهر عسل مصفى و نهر من لبن و نهر خمر لذة للشاربين و نهر من ماء و فيها نهر الكوثر للنبي محمد عليه السلام أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر – أي الجمال

أشجارها : إن فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها و غن اشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة

خيامها : فيها خيمه مجوفة من لؤلؤ عرضها ستون ميلا في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن

أهل الجنة : أهل لجنة جرد مرد مكحلين لا يفنى شبابهم و لا تبلى ثيابهم و اول زمردة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر و لا يبولون و لا يتغوطون و لا يمتخطون و لا يتفلون امشاطهم الذهب و رشحهم المسك و مباخرهم من البخور

نساء اهل الجنة : لو أن امرأه من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما و لملأت ما بينهما ريحا و يرى مخ سوقهما من ورا اللحم من الحسن و لنصيفها على راسها خير من الدنيا و ما فيها

أول من يدخل الجنة : نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و ابو بكر الصديق و أول ثلاثة يدخلون : الشهيد , و عفيف متعفف , و عبد أحسن عبادة الله و نصح مواليه

نعيم آخر أهل الجنة : يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيتت و عشرة اضعاف الدنيا

سادة اهل الجنة : سيد الكهول أبو بكر و عمر و سيدا الشباب الحسن و الحسين و سيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم ابنه عمران و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون

خدم أهل الجنة : ولدان مخلدون لاتزيد أعمارهم عن تلك السن إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة

النظر إلى وجه الله تعالى : من أعضم النعيم لأهل الجنة رؤية عز وجل ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة ) القيامه /22,23

 

الخلود

 

 

قال تعالى : ( و اما الذين سعدوا ففي الجنة خالدون فيها ما دامت السماوات و الأرض , إلا ما شاء ربك , عطاء غير مجذوذ ) هود /108 أي غير مقطوع

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا دخل اهل الجنة و اهل النار النار أتى بالموت : فيوقف على السور الذي بين الجنة و النار ثم يقال : يا اهل الجنة , فيطلعون خائفين , ثم يقال : يا اهل النار فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة فيقال لأهل الجنه و اهل النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : قد عرفناه و هو الموت الذي و كل بنا فيضجع فيذبح على السور بين الجنة و النار ثم يقال : يا اهل الجنة خلود لا موت و يا اهل النار خلود لا موت ) رواه مسلم