Migliore A

IINFO-24
INFORMATION | INFO-1 | INFO-2 | INFO-3 | INFO-4 | INFO-5 | INFO-6 | INFO-7 | INFO-8 | INFO-9 | INFO-10 | INFO-11 | INFO-12 | INFO-13 | INFO-14 | INFO-15 | INFO-16 | INFO-17 | INFO-18 | INFO-19 | INFO-20 | INFO-21 | INFO-22 | INFO-23 | IINFO-24 | INFO-25 | INFO-26 | INFO-27 | INFO-28 | INFO-29 | INFO-30 | INFO-31 | INFO-32 | INFO-33 | INFO-34 | INFO-35 | INFO-36 | INFO-37 | INFO-38 | Home

 
 

ثمرات الأوراق في المحاضرات

ابن حجة الحموي

 

وفاء الحيوان

 

 

 

 

مر بعض الكتاب بمقبرة فإذا قبر عليه قبة مكتوب عليها هذا قبر الكلب فمن أحب أن يعلم خبره فليمض إلى قرية كذا وكذا فإن فيها من يخبره فسأل الرجل عن القرية فدلوه عليها فقصدها فقيل له ما يعلم ذلك إلا شيخ هنا قد جاوز المائة، فسأله

فقال: كان هنا ملك عظيم الشأن وكان يحب التنزه والصيد وكان له كلب قد رباه لا يفارقه فخرج يوما إلى بعض متنزهاته وقال لبعض غلمانه قل للطباخ يصلح لنا ثريدة بلبن فجاءوا باللبن إلى الطباخ ونسي أن يغطيه بشيء واشتغل بالطبخ فخرجت من بعض الشقوق أفعى فكرعت في ذلك اللبن ومجته في الثريدة والكلب رابض يرى ذلك ولم يجد له حيلة يصل بها إلى الأفعى وكان هناك جارية زمنة خرساء قد رأت ما صنعت الأفعى، ووافى الملك من الصيد في آخر النهار

فقال: يا غلمان ادركوني بالثريدة فلما وضعت بين يديه أومأت الخرساء فلم يفهم ما تقول ونبح الكلب وصاح فلم يلتفت إليه ولَجّ في الصياح فلم يعلم مراده فقال للغلمان نحوه عني ومد يده إلى اللبن بعد ما رمى إلى الكلب ما كان يرمي إليه فلم يلتفت الكلب إلى شيء من ذلك ولم يلتفت إلى يغر الملك فلما رآه يريد أن يضع اللقمة من اللبن في فمه وثب إلى وسط المائدة وأدخل فمه وكرع في اللبن فسقط ميتها وتناثر لحمه وبقي الملك متعجبا من الكلب وفعله، فأومأت الخرساء إليهم فعرفوا مرادها وما صنع الكلب

فقال الملك لحاشيته: هذا الكلب فداني بنفسه وقد وجب أن أكافئه وما يحمله ويدفنه غيري فدفنه وبنى عليه القبة التي رأيتها

 

  

التطفل

  

وروي عن عبد الرحمن بن عمر الفهري أنه قال، أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من أهل البصرة كانوا قد رموا بالزندقة فحملوا فرآهم أحد الطفيلية قد اجتمعوا بالساحل فقال ما اجتمع هؤلاء إلاَّ لوليمة فدخل معهم ومضى بهم الموكلون إلى البحر وأطلعوهم في زورق قد أعد لهم، فقال الطفيلي لا شك أنها نزهة فصعد معهم في الزورق فلم يكن بأسرع من أن قيدوا وقيد الطفيلي معهم فعلم أنه قد وقع ورام الخلاص فلم يقدر

وساروا بهم إلى أن دخلوا بغداد وحملوا حتى دخلوا على المأمون مثلوا بين يديه، أمر بضرب أعناقهم فاستدعوهم بأسمائهم حتى لم يبق إلاَّ الطفيلي وهو خارج عن العدة

فقال لهم المأمون: من هذا قالوا والله ما ندري يا أمير المؤمنين غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به

فقال له المأمون: ما قصتك

قال يا أمير المؤمنين، امرأتي طالق إن كنت أعرف من أقوالهم شيئا

ولا أعرف غير لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما رأيتهم مجتمعين فظننت أنهم يدعون إلى وليمة فالتحقت بهم

فضحك المأمون ثم قال: بلغ من شؤم التطفل إن أحلّ صاحبه هذا المحل، لقد سلم هذا الجاهل من الموت ولكن يؤدب حتى يتوب