الأوائل
أول من سمى القرآن
مصحفاً
أول من سمى القرآن
مصحفاً وأول من جمعه أبو
بكر الصديق رضي الله تعالى
عنه ، قال أبو هلال العسكري
:
أخبرنا أبو أحمد ، عن
الجوهري ، عن أبي زيد ،
عن إبراهيم بن المنذر
، عن محمد بن فليح ، عن موسى
بن عقبة ، عن ابن شهاب قال
: لما أصيب المسلمون باليمامة
خاف أبو بكر أن يهلك طائفة
من أهل القرآن ، وإنما
كان في العسب والرقاع
فأمر الناس فأتوه بما
كان عندهم فأمر به فكتب
في الورق ، فلما كان أيام
عثمان كثر اختلاف الناس
في القراءات ، فقالوا
: حرف عبد الله وحرف أبي
موسى ، فاستشار الصحابة
فأشاروا عليه بجمع الناس
على مصحف واحد ، فجمع ما
كان بأيدي الناس من المصاحف
وأحرقها أو قالوا غسلها
، وأمر سعد بن العاص ، وكان
أفصح الناس فأملى على
زيد بن ثابت فكتب مصاحف
وفرقها على البلدان ،
فأبو بكر أول من جمع القرآن
وعثمان أول من جمع الناس
على مصحف واحد في كلام
هذا معناه.
والمصحف ،
بالكسر لغة أهل الحجاز
، وهي رديئة لأنه أخرج
مخرج ما يتبادل ويتعاطي
باليد ، والمصحف أكرم
من ذلك ، وأهل نجد يقولون
: مصحف من قولك أصحفته فهو
مصحف إذا جعلت بعضه على
بعض وهي أعجب اللغتين
إليّ .
وقالوا: أول من جمع
القرآن عمر ، وكان لا يقبل
من أحد شيئاً منه حتى يشهد
شاهدان ، فمات عمر قبل
أن يجمع .
وقد روينا أيضاً
حديثاً دل على أن علياً
عليه السلام أول من شرع
في جمع القرآن. حدثنا أبو
أحمد قال : حدثنا الصولي
قال : حدثنا الغلابي قال
: حدثنا أحمد بن عيسى قال
: حدثني عمي الحسين بن زيد
، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه
، عن جده قال : لما قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم
تشاغل علي بدفنه ، فبايع
الناس أبا بكر فجلس علي
يجمع القرآن وكتبه في
الخزف وأكتاف الإبل وفي
الرق فمكث ثلاثة أيام
، واجتمعت بنو هاشم كلها
معه ولم يبايعوا أبا بكر
والزبير معهم ، فلما كان
اليوم الثالث قال أبو
بكر لعمر : قد تخلف بنو هاشم
عني ولم يتم لي الأمر حتى
يبايعوني ، فجاءا إلى
علي فدخلا عليه ، فقال
أبو بكر: أبا حسن ما أبطأ
بك عنا ؟ قال : يا أبا بكر
ما كنت أظن أنك تقدم على
أمر وأنا فيكم. قال: أبا
حسن أكرهت إمارتي ؟ ابسط
يديك أبايعك. قال: أو تفعل
ذلك ؟ قال : نعم. قال : ما كنت
لأفعل. إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم رضيك لديننا
فرضيناك لدنيانا ، ما
كان يخلفني عن بيعتك كراهة
مني لها ، ولكن كنت أجمع
ما أنزل الله على نبيه
عليه السلام من القرآن
وهو ذا قد جمعته في هذه
الصحيفة الملأى ، ثم بايعه
، كذا سمعته. والصواب فيها
(هو ذا) قد جمعته ولا يقال
(وهو ذا).
والصواب أن هذا
الخبر عن علي رضي الله
عنه موضوع لا أصل له، فيه
الحسين بن زيد بن علي ومحمد
بن زكريا الغلابي وكلاهما
من الضعفاء. والمتن منكر
جداً، نقلاً عن محقق الكتاب
باختصار.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص103
أول مـن أسـلم
مـن الأنصار معاذ بن عفراء
قال أبو هلال العسكري:
أخبرنا
أبو أحمد بإسناده ، عن
الواقدي قال : حدثنا بن
أبي حنيفة عن داود بن الحصين
قال : خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم من مكة
، فمر في أهل يثرب على يمينه
نفر : معاذ بن عفراء ، وأسعد
بن زرارة ، ورافع بن مالك
، وذكوان بن عبد قيس ، وعبادة
بن الصامت ، ويزيد بن ثعلبه
، وأبو الهيثم بن التيهان
، وعويمر بن ساعدة ، فعرض
عليهم الإسلام فأسلم
معاذ ، وقال رافع بن مالك
: دعني أستخير ، فكتب على
بعض سهامه محمد رسول الله
وضرب بها فخرج المكتوب
عليه ذلك ثلاث مرات فأسلم
، ثم أسلم الباقون ، فقال
رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (تمنعون لي ظهري حتى
أبلغ رسالة ربي) فقالوا
: إنما نحن أعداء متباغضون
وإنما كان بعاث العام
الأول ، وأن تقدم ونحن
كذلك لا يكون لنا عليك
اجتماع وموعدك الموسم
من العام المقبل.
ثم قال
رافع: اكتب لي بعض ما معك.
قال: (إني لا أخط بيدي) قال:
فأمل علي فإني آخذ الكلمة
، وكان الكامل في الجاهلية
الشاعر الكاتب الرامي
الذي يحسن العوم ، فأملي
عليه وعلى ابن عفراء سورة
يوسف وطه ، فقدموا المدينة
فجاء رافع قومه وهم في
مشرقة – أي في موضع القعود
في الشمس بالشتاء- ، فقال
: إني قد أهديت لكم هدية
ما أهدى رجل لقومه خيراً
منها إلا ابن عفراء ، فقرأ
عليهم السورتين فرموه
بالحجارة والمحايض –
أي خرق الحيض- ، وكان إبناه
خلاد ورفاعة أشد الناس
عليه ثم أسلما وشهدا بدراً
، وقتل رافع يوم أحد أصابته
رمية فلم يزل ضمناً – أي
مريضاً - حتى مات في كلام
هذا معناه.
قال المحقق:
الحديث مرسل وفيه الواقدي
وهو ضعيف، وذكر بعضه ابن
سعد في طبقاته.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص102
أول ما تكلم بـه
حيـن دخل المدينة
قال أبو هلال العسكري:
عن
عبد الله بن سلام رضي الله
عنه قال : لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة
انجفل الناس قبله [ أي ذهبوا
إليه مسرعين ] ، فقالوا
: قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فجئت في الناس
، فلما رأيت وجهه عرفت
أنه ليس وجه كذاب ، وكان
أول شيء تكلم به أن قال
: ( أيها الناس ، أطعموا الطعام
، وأفشوا السلام ، وصلوا
الأرحام ، وصلّوا بالليل
والناس نيام ، تدخلوا
الجنة بسلام ) .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري، ص 83
أول من اتخذ ديوان
الخاتم
قال أبو هلال العسكري:
وأما ديوان الخاتم فأول
من اتخذه معاوية، وولاه
عبيد الله بن أوس الغساني
وسلم إليه الخاتم وعلى
فصه (لكل عمل ثواب).
وكان
سبب ذلك ما أخبرنا به أبو
أحمد عن الجوهري، عن أبي
زيد، عن حمد بن معاوية،
عن الهيثم بن عدي قال: كان
عمر بن سعيد غلاماً ليزيد
بن معاوية، فقطع إلى ابن
الزبير بعثاً عليهم عمرو
بن الزبير، فلما التقوا
أسره عبد الله بن الزبير
فقال له: قبحك الله أما
كان في بلائي عندك ما يكفيك
؟ من كان يطلبه بشيء فليقم،
فجعل الرجل يقول : نتف لحيتي،
وآخر يقول: نتف أشفار عيني،
وآخر يقول : نزع حلمة ثديي
فيؤمرون بالقصاص منه
، فأقام بذلك سنة.
ثم جاء
مصعب بن عبد الرحمن بن
عوف فقال: ضربني مائة سوط
وليس بأمير ولم أذنب ذنباً،
فأمره فضربه، فنغل جلده-
أي فسد وأنتن من شدة الجراح
- فمات، فلامه الناس على
ذلك، فقال: إنكم لا تدرون
ما صنعت به: كتب له معاوية
بمائة ألف درهم إلى زياد
فقلب الكتاب فجعلها مائتي
ألف فدفعها إليه زياد،
فلما رفع محاسبة قال معاوية:
ما كتبت له إلا بمائة ألف،
فنظروا في الديوان فوجدوها
مائة ألف، فكتب معاوية
إلى مروان وهو على المدينة
يأمره بأخذه بها ، فحبسه
فأديتها عنه، وجعل ديوان
الخاتم من يومئذ.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 71
أول من ختم الكتاب
من قريش وأهل الحجاز ؟
أول من ختم الكتاب
من قريش وأهل الحجاز محمدصلى
الله عليه وسلم :
وذلك
حين احتاج إلى مكاتبة
الملوك فقيل له : إنهم لا
يقبلون الكتب إلا مختومة،
فاتخذ خاتماً من ذهب ،
ففشت خواتيم الذهب في
أصحابه فطرحه ، واتخذ
خاتماً من ورق ، ونقش عليه
محمد رسول الله في ثلاثة
أسطر ، محمد سطر ورسول
سطر والله سطر ، وكان في
يده حتى مات ، وفي يد أبي
بكر حتى مات ، وفي يد عمر
حتى مات ، وفي يد عثمان
ست سنين ، فلما كثرت عليه
الكتب دفعه إلى رجل من
الأنصار ليختم عنه به
فأتى قليباً لعثمان ،
فسقط الخاتم فيه فالتمسوه
فلم يجدوه ، فاتخذ خاتماً
من ورق ونقش عليه مثل النقش
الأول.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 70
أول من أحدث الحداء
يقال حدا الإبل : زجرها
وساقها .
قال أبو هلال
العسكري:
أخبر أبو أحمد
، عن الجوهري ، عن أبي زيد
، عن يزيد بن حكيم ، عن الحكم
عن أبان ، عن عكرمة.
وحدثنا
بإسناده عن أبي زيد ، عن
أبي عاصم ، عن عبد الله
بن مجاهد وغيره قالوا
: بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم سائر إلى تبوك
إذ سمع حداء فأسرع فقال
: ( ممن أنتم ؟ ) قالوا : من مضر.
قال : ( وأنا من مضر فاحدوا)،
قالوا : إنا لأول من حدا
بيننا خيار مياسير. قال
لبعض أصحابه : ألا تنزل
فتسوق ؟ قال : نحن على ظهورها
ولا ندري ما نقول فكيف
إذا كنا عند أستاهها أي
مؤخرتها- فضربه بعصا فصاح
بأيدي وسارت الإبل ، فضحك
رسول الله صلى الله عليه
وسلم ونزل رجل من أصحابه
يسوق ويقول :
تالله لولا
أنت ما اهتدينا............................ ولا
تصدقنا ولا صلينا
فقال
رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( رحم الله قائلها)،
قالوا : وجبت ،- أي وجبت له
الشهادة ؛ لأن من ترحم
عليه النبي صلى الله عليه
وسلم يعني دعاء له بالشهادة
والرحمة - وقائلها هو عامر
بن الأكوع ، ضرب العدو
فقصر السيف فأصابه فمات
، وكانوا يكتبون من مات
شهيداً فشكوا في (عامر)
حتى قال فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذا
القول في كلام هذا معناه.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص60
أول من قال مرحباً
وأهلاً
أول من قال مرحباً
وأهلاً سيف بن ذي يزن :
قالها
لعبد المطلب بن هاشم لما
وفد إليه مع قريش ليهنئوه
برجوع الملك إليه. وذلك
أن عبد المطلب قال له بعد
أن دعا له وهنأه : نحن أهل
حرم الله وسدنة بيته أشخصنا
إليك الذي أبهجنا لك ،
فنحن وفد التهنئة لا وفد
المرزئة ، فقال : وأيهم
أنت ؟ فقال : عبد المطلب.
قال : مرحباً وأهلاً وناقة
ورحلاً ومناخاً سهلاً
وملكاً ربحلاً يعطي عطاء
جزلاً.
ومعنى مرحباً
وجدت رحباً أي سعة ، وأهلاً
أي وجدت أهلاً كأهلك. وقال
الفراء : معناه رحب الله
بك وأهلك على الدعاء فأخرجه
مخرج المصدر ، ومعنى رحب
وسع.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 59
أول من قال : أما
بعد
قالوا: أول من قال
(أما بعد) داود عليه السلام
، وهو قوله تعالى : (وءاتينه
الحكمة وفصل الخطاب).
أخبرنا
أبو أحمد عن الصولي ، عن
زياد بن الخيل ، عن إبراهيم
بن المنذر ، عن عمر بن عبد
العزيز ، عن أبي الزناد
، عن أبيه ، عن بلال بن أبي
بردة ، عن وجد أبي موسى
أنه قال : فصل الخطاب (أما
بعد).
وقال الشعبي كذلك
، ومعناه أنه يفصل بين
الحمد لله وغيره مما يبتدأ
(به) وبين ما يجيء بعده من
القول. قال الشاعر السابق
اليزيدي :
اسم الذي أنزلت
من عندك السور ............... والحمد
لله أما بعد يا عمر
فإن
رضيت بما يأتي وما يذر
................. فكن على حذر قد ينفع
الحذر
وقال آخر :
سأرعى
منك ما ضيعت مني......................... وهل
يرعى لذي غدر زمام
وأما
بعد فالدنيا علينا .....................
مكـدرة لفقدك والســـلام
والمراد أنها لا تقع
مبتدأة ، ويجوز أن تقع
بعد بسم الله الرحمن الرحيم
، ولا بد من مجيء الفاء
بعدها ، لأن (أما) لا عمل
لها إلا اقتضاء الفاء
تصل بعض الكلام ببعض وصلاً
لا انفصال بينه ولا مهلة
فيه .
و (أما) فاصلة وأثبت
بالفاء لرد الكلام على
أوله .
وقال الضحاك بن
مزاحم : فصل الخطاب : العلم
بالقضاء.
وقال شريح والحسن
: فصل الخطاب الشهود والأيمان.
ذهبا إلى أنه بهما يجب
الحكم وتفصل الأمور.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري، ص46
أول من خطب على
العصا والراحلة
قس بن ساعدة الإيادي
هو أول من خطب على العصا
والراحلة ، وهو أول من
أظهر التوحيد بمكة وما
حولها، مع ورقة بن نوفل
وزيد بن عمرو بن نفيل،
ولو لم يكن من فضل قس إلا
أن النبي صلى الله عليه
وسلم روى عنه لكفاه فخراً.
أخبرنا
أبو أحمد عن أبيه، عن عسل
بن ذكوان، عن يحيى بن عبدالحميد
الوراق، عن أبي معاوية،
عن الأعمش، عن مسلم ، عن
مسروق ، عن عبد الله قال
:
قدم وفد إياد على النبي
صلى الله عليه وسلم ، فقال
: ((ما فعل قس بن ساعدة))؟ قالوا
: هلك يا رسول الله. فقال
: (( كأني أنظر إليه بسوق عكاظ
يخطب الناس على جمل أحمر))
، ويقول : أيها الناس ، اسمعوا
وعوا ، من عاش مات ، ومن
مات فات ، وكل ما هو آت آت
، ليل داج ، ونهار ساج ،
وسماء ذات أبراج ، ونجوم
تزهر، وبحار تزخر، وجبال
مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار
مجراة ، إن في السماء لخبراً
، وإن في الأرض لعبراً
، ما بال الناس يذهبون
فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام
فأقاموا أم تركوا فناموا
، يقسم قس بالله قسماً
لا إثم فيه إن لله ديناً
هو أرضى له وأفضل من دينكم
الذي أنتم عليه ، إنكم
لتأتون من الأمر منكراً
، ثم أنشأ :
في الذاهبيـن
الأولـــين................. من القرون
لنا بصائـر
لما رأيت مـوارداً
للموت................ ليـس لهـا مصــــــادر
ورأيت
قومــي نحوهــــا..................
يمضي الأكابر والأصاغـر
لا
يرجــع الماضـي إلي ...................
ولا من الباقين غابـر
أيقنت
أي لا محالة ...................... حيث صار
القوم صائر
وقال النبي
صلى الله عليه وسلم: (( يعرض
هذا الكلام يوم القيامة
على قس بن ساعدة فإن كان
قاله لله فهو من أهل الجنة)).
أخبرنا
أبو القاسم عبدالوهاب
بن إبراهيم ، عن العقدي
، عن بعض رجاله قال : أوصى
قس بن ساعده ولده فذكر
الله ثم قال : (أما بعد) –
وهو أول من قالها – فإن
المعا تكفيه البقلة وترويه
المرقة ، ومن عيّرك شيئاً
ففيه مثله ، ومن ظلمك يجد
من يظلمه ، وإن عدلت على
نفسك عدل عليك من فوقك
، وإذا نهيت عن شيء فابدأ
بنفسك ، ولا تجمع ما لا
تأكل ، ولا تأكل ما لا تحتاج
إليه ، وإذا أخرت فلا يكونن
كنزك إلا فعلك ، وكن عف
العيلة ، مشترك الغنى
، تسد قومك ، ولا تشاور
مشغولاً وإن كان حازماً
، ولا جائعاً وإن كان فهماً
، ولا مذعوراً وإن كان
ناصحاً ، ولا تدع في عنقك
طوقاً لا يمكنك نزعه إلا
بشق نفسك ، وإذا خاصمت
فاعدل ، وإذا قلت فأقصر
، ولا تستودعن سرك أحداً
فإنك إن فعلت ذلك لم تزل
وجلاً ، وكان المستودع
بالخيار إن جنى عليك كنت
أول ذلك وإن وفى لك كان
الممدوح دونك.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 44
أول من بحر البحيرة
وسيب السائبـة وجعـل
الوصيلة والحام
عمرو بن لحي الخزاعي
أول من فعل ذلك .
والبحيرة
: الناقة إذا أنتجت خمسة
أبطن ، فإن كان الخامس
أنثى بحروا أذنها أي شقوها
، وكانت حراماً على النساء
لحمها ولبنها ، وإن كان
ذكراً نحروه للآلهة ولحمه
للرجال دون النساء .
والسائبة
: البعير يسيب بنذر يكون
على الرجل أن سلمه الله
من مرض أو بلغه منزلة أن
يفعل ذلك ، فلا يحبس عن
رعي ولا ماء ولا يركبه
أحد .
والوصيلة : من الغنم
كانوا إذا ولدت الشاة
سبعة أبطن ، فإن كان السابع
ذكراً ذبح فأكل منه الرجال
والنساء ، وإن كان أنثى
تركت ، وإن كان ذكراً وأنثى
قالوا : وصلت أخاها فلم
تذبح لمكانها ، وكان لبنها
وجميع منافعها حراماً
على النساء ، وإن وضعته
ميتاً اشترك في أكله الرجال
والنساء .
وقالوا : السائبة
الأنثى من الإبل يسيبها
الرجل لآلهته ، ومن البقر
والغنم ، فيكون ظهورها
وأولا دها وأصوافها وأوبارها
وأشعارها للآلهة وألبانها
للرجال دون النساء .
والحامي
: الفحل إذا ركب ولد ولده
، وقالوا : إذا نتج من صلبه
عشرة أبطن قالوا : حمي ظهره
فلا يركب ولا يمنع من كلأ
ولا ماء .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 41
أول من غير الحنيفية
هو عمر بن ربيعة بن
لحي ، أبو خازعة ، هو أول
من ولي البيت منهم ، ثم
رحل إلى قومه بالشام ،
ورأى الأصنام تعبد فأعجبته
عبادتها ، وقدم مكة بهبل
، ودعا الناس إلى عبادته
وإلى مفارقة الحنيفية
، فأجابه الجمهور وأكثره
من لم يجبه حتى استقر له
ما أراد منه .
وقال النبي
صلى الله عليه وسلم : ( اطلعت
في النار فرأيت عمرو بن
لحي يجر قصبه فيها ) – قصبه
: أي أمعاءه - .
وكان الأصل
في عبادة الأوثان أن قوماً
من الأوائل اعتقدوا أن
الكواكب تفعل أفعالاً
تجري في النفع والضر مجرى
أفعال الآلهة ، على حسب
ما يعتقده بعض أهل التنجيم
، فاتخذوا عبادتها ديناً
، وأراد ملوكهم ورؤساؤهم
توكيده في أنفسهم والزيادة
فيه عندهم ، وذلك أن الملك
يحتاج إلى الدين كحاجته
إلى الرجال والمال ؛ لأن
الملك لا يثبت إلا بالتبعة
، والتبعة لا تكون إلا
بالإيمان ، والإيمان
لا يكون لأهل الأديان
؛ إذ لا يصح أن يحلف الرجل
إلا بدينه ومعبوده ، ومن
لا يعتقد معبوداً لا يوثق
بيمينه ولا يطمأن إلى
عهده وعقده إلى غير ذلك
مما يتعلق من أمر الملك
بالدين ، فصنعوا لهم الأصنام
على صور الكواكب التي
يعبدونها بزعمهم ليشاهدوها
من قرب ، فتحلوا في نفوسهم
وتزكوا محبتها في قلوبهم
، ثم انتشر ذلك في أكثر
الأرض وعم جميع الأقاليم
.
وزعمت العرب أنها تعبد
الأصنام لتشفع لها عند
الله ، وكان ينبغي للعرب
أن يعبدوا الله ليرحمهم
ولا يحتاجون إلى إقامة
شفيع .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 40
أول من سقف بمكة
بيتاً وكانـوا ينزلـون
العرائش
أول من اتخذ بمكة روشناً
- أي كوّة وطاقة تفتح في
الجدار - هو بديل بن ورقاء
الخزاعي . وهو أول من بنى
بها بيتاً مربعاً ، وكانوا
لا يبنون بها بيتاً مربعاً
لأن الكعبة مربعة فلا
يبنون بها بيتاً رفعاً
لشأنها وتشريفاً لأمرها
. وقيل : أول من بنى بها بيتاً
سعد بن سهم .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 37
أول من بوّب بمكـة
باباً
هو حاطب بن أبي بلتعة
رضي الله عنه الذي نزل
فيه قوله تعالى : { يا أيها
الذين آمنوا لا تتخذوا
عدوي وعدوكم أولياء تلقون
إليهم بالمودة }، وكان
كتب إلى أهل مكة يعرفهم
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يريد غزوهم
.
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 37
أول من نسأ النسيء
أول من نسأ النسيء
القلمّس ، وهو حذيفة بن
عبد بن فقيم ، وتوارثه
بنوه ، فكان آخرهم الذي
أدرك الإسلام أبو ثمامة
.
قال أبو هلال العسكري
:
قال الواقدي : كانت العرب
إذا فرغوا من حجهم اجتمعوا
بمنى إليه ، يعني القلمس
، فأحل لهم من الشهور ما
أحل وحرم ما حرم ، فأحلوا
ما أحل وحرموا ما حرم ،
وكان إذا حرم أربعة الأشهر
: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب الذي حرم الله حرموها
، فإذا أراد أن يحل منها
شيئاً أحل المحرم فأحلوه
وحرم مكانه صفراً فحرموه
لتواطئ عدة أربعة الأشهر
، فلما أرادوا الصدر اجتمعوا
إليه فقال : إني أحللت دماء
المجلين من طيء خثعم فاقتلوهم
حيث ثقفتموهم ، وإنما
أحل دماء طيء وخثعم لأنهما
يثيبان الناس في الأشهر
الحرم .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 36
أول من سمى الجمعة
جمعـة ، وكانت تسمى عروبة
أول من سمى الجمعة
جمعة وكانت تسمى عروبة
:
قال أبو هلال العسكري
:
كعب بن لؤي ، وذلك أنه
جمع قريشاًَ وخطبهم فقال
: اسمعوا وعوا ، وتعلّموا
تعلموا ، وتفهّموا تفهموا
، ليل داج ، ونهار ساج ،
والأرض مهاد ، والسماء
بناء ، والجبال أوتاد
، والأولون كالآخرين
، كل ذلك إلى بلى .
فصلوا
أرحامكم ، واحفظوا أرحامكم
، وثمروا أموالكم ، وأصلحوا
أعمالكم ، فهل رأيتم من
هالك رجع ، أم ميت نشر ،
الدار أمامكم ، والظن
خلاف ما تقولون ، زينوا
حرمكم وعظموه ، وتمسكوا
به و لا تفارقوه ، فسيأتي
له بناء عظيم ، وسيخرج
منه نبي كريم .
ولعروبة
نظائر من الأسماء التي
كانت تستعمل ثم ترك استعمالها
، فمن ذلك أسماء الأيام
كلها وعروبة منها ، فقد
كانوا يسمون الأحد الأول
، والاثنين أهون ، والثلاثاء
جبار ، والأربعاء دبار
، والخميس مؤنس ، والجمعة
عروبة ، والسبت شيار .
الأوائل ، لأبي هلال
العسكري ، ص 26 .